تاريخ النشر : 2015/01/26 نقيب الصحافة العراقية و الدفاع المقدس عن الحرية؟
نقيب الصحافة العراقية و الدفاع المقدس عن الحرية؟
داود البصري
موقف جميل ورصين و مسؤول ذلك الذي إتخذه نقيب الصحافة العراقية الأخ الأستاذ مؤيد اللامي الذي طرح رؤيته المستقبلية ورسم خارطة طريقه للإعلام و الصحافة العراقية حاضرا و مستقبلا ، فقد إستبسل السيد النقيب أبدع إستبسال بالدفاع عن حرية الرأي المطلق ، ودافع دفاعا مستميتا عن حرية التعبير التي لايمكن أن تقف أمامها أي حواجز أو محاذير إلا بنسب قليلة ، ففي مؤتمر إعلامي عقد مؤخرا في بغداد كانت لتقيب الصحافة العراقية رؤيته الحضارية المتقدمة التي لو تم تطبيقها فعلا فإنها تنقل الإعلام و الصحافة العراقية لواقع متقدم على الواقع السياسي المضطرب الذي يعيشه العراق وهويئن تحت معاناة أزمة وطنية عاصفة وحروب متنقلة ذات أبعاد وملامح و شعارات طائفية لايمكن وصفها إلا بالحرب الأهلية! ، نقيب الصحافة كان أمينا لموقعه القيادي في العمل النقابي و أنحاز للحرية في مواجهة الطغيان وقطع تماما العلاقة مع الماضي الإستبدادي و أكد من أن النهضة العراقية الحقيقية تبدأ اساسا من الساحة الإعلامية التي ترسم توجهات وفكر الأجيال ، و إن رسم معالم الحياة الحرة و المتقدمة وصناعة الإنسان المواطن لايمكن أن تتم بدون إشاعة أجواء الحرية والمشاركة العقلية و إطلاق طاقات الجماهير وخصوصا الشباب ، وفتح الحدود أمام حرية التعبير وهدم كل المعوقات وحماية الجسم الإعلامي و الصحفي من هجمات القوى العدوانية و المتطرفة من مختلف الملل و النحل و المشارب رافضا وبشدة لأية عمليات تكميم وحجر على الآراء و الأفكار ، فالعملة الجيدة تطرد في نهاية الأمر العملة الرديئة ، والحرية ممارسة فكرية وسلوكية ينبغي تعميمها ميدانيا و الإطاحة بكل ما يعيقها و يمنعها من الإنتشار ، لو أردت مجتمعا نظيفا فعليك ببناء إعلام نظيف وفاعل و مسؤول وحر مرتبط بقضايا وهموم الجماهير الآنية و المستقبلية كذلك ، وإصدار القوانين المعرقلة للحريات لن يؤدي في نهاية المطاف إلا لتعزيز التطرف و الإنغلاق و إنطلاق الوحشية وهي جميعها ظواهر يعانيها العراق وفشلت حكوماته في مواجهتها عبر الطريقة التقليدية وهي المواجهة العسكرية ، فالتحدي يخلق إستجابة ، والعنف لايواجه إلا بمزيد من العنف! و الخروج من تلك الدائرة المغلقة لن يكون إلا بتعزيز الحريات و إطلاقها و الإحترام الكامل لحرية التعبير وهو ما أكد عليه السيد النقيب وهو يتحرك لولبيا لرسم خارطة صحفية ما أحوج الإعلام العراقي إليها ، أنا لا أشك بأن الإنطلاقة الحضارية الحقيقية للعراق تبدا من الساحة الإعلامية ، وإن الجهود الميدانية والوطنية المخلصة التي يرسمها الأستاذ مؤيد اللامي بأخلاقه الطيبة وروحه المتسامحة هي من العوامل المباشرة التي تعزز دور النقابة في تلك الإنطلاقة التي تتطلب تعزيز كل الجهود و المبادرات الشعبية ، فالممارسة النقابية قد تفوقت تماما على الإدارة الحكومية العاجزة المشلولة المكبلة بأمراض الحزبية و المناطقية و الطائفية ، وقد أثبت مؤيد اللامي بأنه أكبر من الطائفية الرثة التي تجاوزها بمنطلقاته الفكرية و النظرية التي رسمت حدودا رائعة لحرية التعبير و للحرية بشكل عام وهو ما يجعل الصحافة العراقية بمثابة عمود النور الذي تنجذب إليه و تسعى خلفه كل الفعاليات النقابية و الشعبية وهي تقتفي أثره من أجل عراق حر و ديمقراطي وقوي البنيان ، وإعلام وصحافة حرة و متقدمة ستكون ذات ريادة وتأثير فاعل في المنطقة الشرق أوسطية التي تراجعت للأسف مساحات الحرية فيها بشكل كبير بعد فرض تابوهات سياسية معرقلة لحرية الإبداع و التعبير!.
ورغم الظروف السلبية السياسية و الأمنية السائدة حاليا في العراق إلا أن لجبهة الإعلاميين و المثقفين و صناع الرأي إنجازات كبرى تفوقوا فيها على السياسي و رسموا حدودا و آفاق واعدة للإعلام و الصحافة الحرة ستكون نموذجا يحتذى به في رسم مسيرة التقدم و العطاء وفي نقل العراق لحالة متقدمة من الحرية المسؤولة البعيدة عن الفوضوية و الإنفلات.. نحيي جهود نقيب الصحافة الأستاذ مؤيد اللامي في تحديث الحالة الإعلامية وفي الإصرار على الدفاع المقدس عن حرية التعبير وهو إنجاز يحسب له و لرفاقه وهم يشعلون شموع الهداية في ليل العراق الكالح ، بهمم الرجال و إخلاصهم و تضحياتهم يرسم طريق الحرية و المستقبل و ترسخ قيم الجمال و الخير و السلام.