تاريخ النشر : 2013/05/29 هاشم حسن يدعو لحوارات واعية بين الاعلاميين لصياغة تشريعات منظمة للعمل الاعلامي وليست قامعه له
خاصة جزء من المشكلة بدلا من المساعدة على حلها وأداة وحاضنة للتصريحات والحوارات المؤججة للتطرف الطائفي والمشجعة على العنف والمزورة للحقائق ولكن الرياح كانت ومازالت تجري بما لا يشتهي الاعلاميون الأُصلاء الذين يؤمنون أن الصحافة والاعلام مواقف وتضحيات ومسؤولية اجتماعية ووطنية تقطع الطريق على اصحاب الأجندات الذين يمارسون التخريب والتحريض تحت غطاء حرية التعبير وحقيقتها تنفيد مخططات تركية قطرية خليجية او استخدام وسيلة الاعلام للتنفيس عن احقاد شخصية ومصالح فردية تخلط أوراقها بالقضايا العامة مستغلين الفوضى الخلاقة للتكسب الاعلامي!. ولم تعد الاجراءات الخجولة لهيئة الاعلام والاتصالات قادرة وفعالة في ايقاف العنف الاعلامي فالأمر يتطلب جهودا متظافرة وحوارات واعية بين الاعلاميين أنفسهم ليشاركوا في صياغة تشريعات منظمة للعمل الاعلامي وليست قامعة له وفي مقدمة ذلك قانون حق الحصول على المعلومات مكملا ومعدلا لقانون حقوق الصحفيين مع مراجعة جادة لمشروع قانون هيئة الاعلام والاتصالات لكي لا يكون نسخة من مشروع قانون المعلوماتية الذي ولد ميتا. ولعل الأكثر أهمية هو تنامي الشعور بالمسؤولية المهنية والوطنية أزاء المجتمع خلال التغطيات الاخبارية والفعاليات الاعلامية الأخرى في إطار مواثيق شرف تعتمده الرقابة الذاتية بدلا من الاجراءات القصرية وضمن هذا التوجه عقدت نقابة الصحفيين العراقيين السبت الماضي مؤتمرا موسعا نجح في جمع الاعلاميين باتجاهاتهم المختلفة مجتمعين من أجل قضية سامية ترسم للإعلاميين دورا وطنيا مشرفا في نبذ الخطاب الطائفي والتحريضي والدعوة لمقاطعة وشطب اسم كل صحفي يتورط في اشعال نار الفتنة والسعي لإسقاط الأخرين نيابة عن السياسيين المتصارعين واصحاب الأجندات المشبوهة!. كان هذا المؤتمر خطوة بالاتجاه الصحيح والمطلوب تفعيلها عمليا من خلال مراصد تتابع الأداء ولا نقول تراقب ، ونحن بحاجة لإصدار كتاب صفحاته البيض تسجل فيه اسماء الاعلاميين الشرفاء الذين انتخوا لنصرة الوطن والسهر على حرية الصحافة وقيمها الأصيلة ، وصفحات سود للاعلاميين المحرضين والمغرضين والنفعيين الذين يتاجرون بصاحبة الجلالة وحولوها لجارية وخادمة ذليلة في بيوت سلاطين السياسة!. لقد كان المؤتمر انتفاضة اعلامية جريئة لؤد الفتنة بين الاعلاميين وتنشيط دورهم الوطني أولاً والانطلاق لتنقية أجواء المجتمع بسبب فوضى الأداء الاعلامي لتجنيب البلاد ويلات المتطرفين ودعاة الحروب وخلط الاوراق.
                                                                                       د. هاشم حسن التميمي