هتمت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء بتطورات الازمة بين واشنطن وطهران واعلان وزارة الزراعة الاكتفاء الذاتي من الحنطة.


وبشان الازمة بين واشنطن وطهران نقلت صحيفة الصباح عن رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي قوله ان العراق يدفع باتجاه التهدئة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال إرسال وفود إلى الطرفين لإنهاء الأزمة مؤكدا أن العراق وضع بدائل ستراتيجية في حال إغلاق مضيق هرمز، .

واوضح إن \"الأوضاع متفاوتة في المنطقة خلال هذه الفترة بين هدوء وتصعيد، والعراق له دور أساسي في هذا الملف، وهو ما دفع العراق للقيام باتصالات عالية المستوى مع الأطراف الأوروبية الكبرى (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لتداول التطورات، فالرؤية العراقية قريبة جداً من الأوروبية في التعامل مع هذه المسألة\".
وأضاف، \" أننا بحثنا ومازلنا مع الجانبين الأميركي والإيراني في هذا الأمر، وسنقوم بإرسال وفود خلال أيام قليلة إلى مختلف العواصم صاحبة العلاقة -خصوصاً طهران وواشنطن- في محاولة للدفع باتجاه التهدئة والوصول إلى اتفاقيات\"، وأكد رئيس الوزراء عن \"وجود بدائل ستراتيجية وضعها العراق في حال تصعيد الأمور وإغلاق مضيق هرمز.


وعن مسلسل الحرائق التي طالت محصول الحنطةفي عدد من المحافظات قالت صحيفة المشرق انه وما ان اعلنَ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ان العراق يقترب من الاكتفاء الذاتي في محصولي الحنطة والشعير، حتى بدأت سلسلة الحرائق التي طالت آلاف الدونمات من هذين المحصولين الستراتيجين وخاصة في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك والنجف ونينوى، .
وتابعت بالقول :\"من هنا كان تحذير رئيس ائتلاف الوطنية الدكتور اياد علاوي واضحا حينما قال ان اختيار التوقيت يكشف عن الجهات المستفيدة أو لربما المتورطة بتلك الحوادث، والرسالة واضحة: لن نسمح للعراق بأن يكتفي ذاتياً، .

وقال علاوي في تغريدة على (تويتر): غريب جدا ان تمر الحرائق التي طالت الحقول الزراعية في عدد من المحافظات مرور الكرام.. اختيار التوقيت يكشف عن الجهات المستفيدة او لربما المتورطة بتلك الحوادث والرسالة واضحة (لن نسمح للعراق بأن يكتفي ذاتياً) وما هلاك الأسماك عنكم ببعيد.
وأضاف: على الحكومة اجراء تحقيق فوري وحقيقي لكشف الجهات التي تقف وراء تلك الاعمال الإرهابية الاجرامية والإسراع بتعويض أصحاب تلك الحقول. 

من جانبه عدّ رئيس لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية سلام الشمري ما تتعرض له الاراضي الزراعية بعدد من المحافظات من حرائق متكررة (مؤامرة خارجية) هدفها تدمير اقتصاد البلد، مؤكدا هناك جهات خارجية واخرى داخلية لا تريد للبلد الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي بالمنتجات ان كانت حيوانية او زراعية. 
واضاف: ان الفترة السابقة شهدت استهدافا مقصودا للثروة الحيوانية والسمكية بعد ان اعلن العراق وصوله الى حالة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية والاسماك خصوصا، مبينا: ان ذاك الاستهداف نتج عنه خسائر بالملايين اضافة لما اصاب هذه الثروة من تدمير

وقالت الصحيفة انه وبرغم هذا التحذير فان الحرائق استمرت اذ يوم امس الثلاثاء كان هناك حريقان الأول نشب بحقول مزروعة بالشعير بنحو 40 دونما في نينوى، والثاني احتراق مساحات شاسعة من حقول الحنطة في قضاء آمرلي التابع لمحافظة صلاح الدين، فيما اعتبرت ادارة محافظة ديالى مسلسل الحرائق الذي ضرب سلسلة مناطق عدة خلال الايام الماضية بانها جرائم مفتعلة. 

من جهته قال نائب محافظ ديالى للشؤون الفنية محمد قتيبة البياتي: إن الحرائق التي تشهدها المزارع في مناطق عدة من ديالى ومنها العظيم وبهرز وقره تبه وبعض مناطق قضاء المقدادية ما هي الا جريمة مفتعلة لخلق ازمة اقتصادية وزعزعة الامن الغذائي، مضيفا: ان هذه الازمات لها تاثير كبير على المحافظة لانها تعرقل الامن والاستقرار فيها.

اما محافظ صلاح الدين عمار جبر فقال: إن تنظيم داعش الإرهابي مسؤول عن حرائق حقول الحنطة (القمح) في المحافظة، مضيفا: إن حرائق الحقول الزراعية لهذا العام مختلفة عن سابقاتها، لأنها بفعل فاعل. 
وحسب تقرير لوزارة التخطيط، بلغت المساحة المزروعة بمحصول القمح 3154 دونما في 2019، وبلغ متوسط الغلة لإجمالي المساحة المزروعة للمحصول 690.5 كغم لكل دونم. وبلغت المساحة المزروعة بمحصول الشعير لعام 2019، نحو 601 دونما.


وعن اعلان وزارة الزراعة الاكتفاء الذاتي من محصول الحنطة نقلت صحيفة الزوراء التي تصدر عن نقابة الصحفيين عن المتحدث باسم الوزارة حميد النايف قوله ”: ان القطاع الزراعي العراقي يشهد نهضة حقيقية نتيجة للدعم الذي قدمته وزارة الزراعة الى الفلاحين، فضلا عن توفر مناسيب المياه التي كان لها الدور الاكبر لزراعة المساحات والتوسع بها، لافتا الى ان العراق وصل الى مراحل متقدمة في انتاج المحاصيل الزراعية المهمة والتي تدخل في السلة الغذائية اليومية، حيث تم تحقيق الاكتفاء الذاتي لنحو 15 محصولا من الخضر من ضمنها الطماطم والبطاطا والرقي والبطيخ والباذنجان والخيار.

واضاف: ان الوزارة اصدرت قرارا بمنع استيراد 15 محصولا من الخضر والفاكهة الا ان هناك منافذ حدودية غير منضبطة واخرى غير خاضعة لسيطرة الدولة يتم عن طريقها ادخال المنتجات الزراعية الاجنبية وادخالها الى السوق المحلية، مما اثرت سلبا على معنويات المزارع العراقي وعلى المنتج الزراعي المحلي، داعيا الحكومة الاتحادية الى ضبط المنافذ الحدودية لمنع ادخال المنتجات الزراعية الممنوع استيرادها.
واشار الى ان العراق ولاول مرة منذ اكثر من 20 عاما يحقق انتاجا وفيرا من محصول الحنطة تفوق الحاجة المحلية، حيث تم زراعة نحو 5 ملايين دونم ومازالت هناك زيادات بالمساحات التي ادخلت خارج الخطة الزراعية، في حين ان الحاجة المحلية تقدر بـ 4 ملايين و500 الف دونم، فهذا يعد انجازا كبيرا، بسبب مياه الامطار والسيول التي القت بظلالها بزيادة الخزين المائي لاكثر من 50 مليار متر مكعب.

واوضح النايف: ان الوزارة اعدت خطة رائدة وغير مسبوقة لزراعة الشلب بمساحة مليونين و106 الاف دونم من ضمنها 433 الف دونم لزراعة شلب العنبر على نهر دجلة ولاول مرة يزرع على النهر بسبب الوفرة المائية، حيث تم زراعته في محافظات ميسان وواسط وديالى، فضلا عن زراعة 4 ملايين دونم من محصول الشعير الذي يعد العنصر المهم لتعلفة الحيوانات.ولفت الى ان مخازن وزارة التجار بدأت باستلام محاصيل الحبوب حيث تم تسويق الى الان ما يقارب نحو 900 الف طن ومازالت عمليات الحصاد مستمرة في عدد من المحافظات.