تاريخ النشر : 2013/12/27 الرواد أرشيف الصحافة وأرثها!
صحيفة المشرق 10/2/2013 بادرتْ نقابة الصحفيين بتكريم كوكبة من رواد الصحافة في العراق

كلّ مهنة يمكن أن يكون اصحابها سابقين ومتقاعدين إلا الصحافة فإنّها مهنة تظل لصيقة بفرسانها، آسرة لهم، تتلبسهم مذّ كتابة أول سطر فيها حتى مغادرة هذه الدنيا، استشهادا أو شيخوخة!.

مبادرة نقابة الصحفيين ونقيبها تستحق الثناء لسببين اثنين أولا، لأنها استذكار فيه الكثير من النبل والوفاء لمن افنوا عقودا في مهنة هي الاكثر قداسة بين المهن والاكثر شقاء وخطورة وتنويرا وتثويرا للمجتمع، ولأنها جاءت في زمن تغيّرت فيه المعايير واختلطت المقاييس وغابت الكثير من (الاخلاقيات) وسط زحام التنافس على المكاسب والمطالب!.

تصفحت الاسماء، فذكرتني بسفر طويل وبطقوس حرص الرواد على ترسيخها في محراب صاحبة الجلالة!.

الأهم من كل ذلك ان كوكبة الرواد هم طليعة، والطليعة تقوم عادة بشق الطرق أمام الاجيال اللاحقة، أو تعبيدها، وبالتالي فإن مهمة النقابة ان تلفت نظر الجيل الجديد من الصحفيين الى طليعة صحفية تركت لها بصمات لا تمحى في سجل الصحافة العراقية إبداعا وأداء وتاريخا وتفانيا!.

لا أريد أن اقول عن شيوخ الصحافة انهم محاربون قدماء، لأنهم مازالوا محاربين، ومتى ما تخلى الصحفي عن عدته يكون قد خرج من المعركة، والرواد مازالوا متمنطقين بالعدة، ومتحزمين بالحماسة، ومتسلحين بالتفاؤل برغم ان بعضهم قد دخل في خريف العمر!.

أقل ما يقال عن مبادرة النقابة انها تقليد بحاجة الى ان ترسّخه الدورات القادمة التي ستتولى قيادة العمل النقابي، أما من أسسوا لهذا التقليد فيستحقون أن نقول لهم: شكرا لوفائكم!.

الرواد أرشيف الصحافة وأرثها وتاريخها، وهم تجارب تستحق أن تدرس، وما أحوجنا للتعلم والاستلهام والاعتبار.

السلام على الرواد، وعلى نقابتهم ألف سلام.