نشرت (روز اليوسف) المصرية خبراً على صفحتها الأولى عن فوز الزميل مؤيد اللامي بمنصب رئيس إتحاد الصحفيين العرب في الإنتخابات التي جرت في تونس مؤخراً. مع صورة كبيرة للرئيس اللامي، وقد لا يعرف البعض ربما، ماذا يعني أن تنشر صحيفة مصرية كبيرة مثل روز اليوسف خبراً عن فوز صحفي عراقي بمنصب (رئيس إتحاد الصحفيين العرب)،وعلى صفحتها الأولى. خاصة وأن المصريين لا يعتبرون القاهرة (أم الدنيا) فحسب.. إنما يعتبرونها أم الدنيا، وأم الفن، والأدب، وأم الصحافة أيضاً، مثلما يعتبرون الصحفيين المصريين أساتذة التحرير، وأباطرة القلم الصحفي.. لاسيما وأن تأسيس إتحاد الصحفيين العرب قد تم فى القاهرة عام 1964، وذلك فى إعقاب الإجتماع المهم لمجلس الملوك والرؤساء العرب، الذى تم إنعقاده فى القاهرة فى 12 (كانون الثانى) 1964، بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وماصدر عنه من قرارات تدعو لتوحيد الجهود العربية فى مواجهة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإبراز الكيان الفلسطيني. لذلك ظلت القاهرة مقراً لأتحاد الصحفيين العرب منذ تأسيسه حتى اليوم، بإستثناء الفترة التي إنتقل فيها الإتحاد الى بغداد، بعد زيارة السادات الى تل أبيب، وقرارات الجامعة العربية بعزل مصر بسبب إتفاقية كامب ديفيد .. وقد ظل منصب الرئيس لسنوات طويلة حكراً على المصريين، ولولا زيارة السادات لإسرائيل في عام 1979 لما أصبح سعد قاسم حمودي رئيساً لأتحاد الصحفيين العرب !!
وقبل أن أتحدث عن مشاعري الشخصية تجاه فوز الزميل مؤيد اللامي، وفخري الوطني بهذا الإنجاز العراقي اللامع، الذي تزامن مع إنتصارات جيشنا البطل، وحشدنا المقدس في معارك تحرير الفلوجة، أعرض نص خبر فوز اللامي مثلما نشر في (روز اليوسف) ومئات الصحف، والمواقع، والوكالات العربية، والعالمية الأخرى أيضاً.. حيث يقول الخبر :
(أعلنت منذ قليل اللجنة المشرفة على انتخابات الاتحاد العام للصحفيين العرب، والتي تجرى بدولة تونس في دورته الثالثة عشر، لاختيار الرئيس والأمين العام والأعضاء، عن فوز مؤيد اللامى نقيب الصحفيين العراقى بمنصب رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب.
ويذكر أن اللجنة المشرفة على انتخابات الصحفيين أعلنت أيضا فوز حاتم زكريا وخالد ميرى بمقعدى الأمانة العامة للاتحاد بجانب 17 مرشحا آخرين ...).
والآن سأقول لكم بصراحة، إني فرح للغاية بفوز اللامي، فرح، لأني عراقي، واللامي (سحل) بيديه هذا المنصب المحظور على العراقيين من عنقه، ليأتي به الى بغداد طائعاً، ومسلماً .. وفرح أيضاً، لأني صحفي، ومنصب رئيس اتحاد الصحفيين العرب حق عراقي قاطع، فهو حق لي، ولآلاف الصحفيين العراقيين. وفرح كذلك، لأني جنوبي عماري من ( اللبة)، واللامي المنتصر بهذا الفوز، جنوبي عماري (من اللبة) مثلي.. وفرح أيضاً لأن مؤيد اللامي صديقي منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. وإذا كان الصديق لا يفرح لفوز صديقه بمثل هذا الموقع الفخم، فلا خير فيه، ولا خير بصديقه.. وفرح، لأن فوزه جاء في هذا الزمن العراقي الصعب، الزمن الذي تحاصرنا فيها الطائفية، والإرهاب، والإعلام المعادي، والظروف المحلية والعربية والأقليمية للأسف ..
وعدا كل ذلك، فإني سعيد لأن مؤيد اللامي قد حقق لوحده منجزاً لم يحققه غيره من العراقيين سابقاً!!
أما فوز سعد قاسم حمودي بهذا المنصب عام 1979 فقد جاء، لأن مقر الإتحاد قد نقل الى بغداد، وإن مصاريف (وخرجية) الإتحاد كانت كلها من حكومة بغداد.. كما أن مغادرة مصر لساحة الصحافة العربية النقابية سبب مهم أيضاً، ناهيك عن وقوف نظام البعث، وصدام حسين شخصياً خلف هذا الفوز.. لذلك وافقت جميع دول الخليج والجزائر واليمن وتونس وفلسطين وموريتانيا والمغرب وليبيا والأردن، والعراق طبعاً على ترشيح سعد قاسم حمودي.. ، بعد أن دفعت لبعضهم الأموال الطائلة، وبذلت الجهود الكبيرة من اجل ذلك.
اما فوز مؤيد اللامي، فلم يقف خلفه العبادي، ولا معصوم.. ولا ناجح الميزان.. ولا أي حزب، أو طائفة، او دولة.. كما لم تصرف لأجله الحكومة العراقية درهماً واحداً.. إنما فاز الرجل بجهده الفذ، وبعلاقاته الطيبة الذكية، وبسلوكه الحسن، وبنشاطه، وتحركاته الحميمية الدائمة، وبتواضعه الحقيقي غير المصطنع.. كما أعزو فوزه هذا الى نجاحه في إدارة نقابة الصحفيين العراقيين، وفي عمله كنائب لرئيس الصحفيين العرب أيضاً..
أهنئ زميلي مؤيد اللامي بهذا الفوز رغم (زعلي) عليه لأكثر من سنة.. ورغم عدم إيماني وقناعاتي بالمنظمات والنقابات والإتحادات العربية، فصورة إتحاد الأدباء العرب ومواقفه الحقيرة من الأدباء العراقيين، وصورة اتحاد المحامين العرب الذي أرسل الف وخمسمائة محامٍ عربي للدفاع عن المجرم صدام حسين، ما زالتا عالقتين أمام بصري..
نعم، انا سعيد بفوز اللامي، لأنه منجز وطني عراقي يتوجب علينا كعراقيين، الفرح والإحتفال به..